هزيم هدام يكتب ثورة يناير أعذار الفشل و عيوب النجاح -->

عن القالب

الربح من النت

حصريات

إعلان أدسنس

آخر المواضيع

breaking/اهم الاخبار/9
اهم الاخبار

الجمعة، 5 ديسمبر 2014

6:37 م

تكبير النص تصغير النص أعادة للحجم الطبيعي

"بن على هرب .. بن على هرب" .. سمعت هذه الصيحه, وانقبض قلبى, لا أشك فى أننى لم أكن الوحيد .. قطعاً سألت نفسى متجرأ, على هذا اليأس الذى هزم حماستى للنجاح منذ دهر , هل يمكن أن نصيح يوماً "مبارك هرب ...!" .
يوم الجمعة 21 يناير, شوفت كليب على يوتيوب لواحده اسمها أسماء محفوظ, بتاعت 6 إبريل, بتقول  "انتا السبب فى اللى احنا فيه, نزولك معانا هايفرق, لو انتا عندك كرامه و راجل إنزل, أنا نازله يوم 25 " .. طبعاً سألت نفسى "فى حد هاينزل ؟" ...
يوم 25 يناير .. إتفاجأت و أنا بتفرج على الجزيرة, إن فى عشرات الآلاف نزلو ..  بيهتفو  "عيش, حريه, عدالة إجتماعية", يانهار أبيض, الله أكبر, إيه ده ! .. الموضوع بجد ولا إيه ..؟
عدى اليوم و الأمن فض الناس و الناس روحت, بس الناس نزلت تانى, و روحو بردو, بس نزلوا تالت.
و أتى يوم الجمعة .. جمعة الغضب .. النية فى النزول كانت بلا رجوع هذه المرة, و الهتاف إختلف,  "الشعب يريد إسقاط النظام" .. كانت جمعة من أمجد أيام الأمة عبر سبعة آلاف سنة .. و انتفضت روح العزة عند الرجال فى هذا البلد, و انطفأ الخوف .. و هان الموت, و بدأنا نعلم أن هناك شهادة ليست على الجبهة, بل على أرض الوطن, بدأنا نرى الغرب الشرير هذا لا يخفى تعاطفه مع بسالتنا, و تعلمنا أن القواسم البشرية بيننا أعمق بكثير مما كنا نتصور, و بدأنا نرى أعداءنا على أرضنا و من شعبنا, سبحان الله .. ثم تبدت الآيات, و تبدت إرادة الله من و راء تذليل العقبات, بل و انهيار المستحيلات, ثم أذن الله و سقط رجال السلطة الكبار, بل وسقط أكبر رأس فى الدولة, بل و أكبر رأس فى الشرق الأوسط كله, بل و دخل القفص, و قال "أفندم, أنا موجود" .. لا إله إلا الله, تُعز من تشاء و تذل من تشاء, و صرخ فرحاً بنهاية الذل من قهره الخوف سابقاً على مدح أبغض خلق الله إليه...
وضع من أصبح فى السلطة مبادىء للديمقراطية, لا سلطة مدى الحياة, أربع سنوات و لفترتين فقط .. كان مكسباً سال له لعاب المصريين, لم أندم أبداً على أننى صوت بنعم.
الديمقراطية, الديمقراطية فعلاُ ؟ .. سمعت يوماُ تعبيراُ معبراُ .. الديموقراطية الموجهة .. لا يكابر أبله فى أننا فى هذه المرحلة نحتاج إلى الديمقراطية الموجهة .. فهم الإخوان الدرس, لن نرشح رئيساُ للجمهورية, و لن نسعى للأغلبية فى البرلمان .. قلت فى نفسى, و لماذا تترشح أصلاُ, إن أعظم الأخطار هو فشل الثورة, التى و إن نجحت, قطعاً, فإنها لم يثبت لها قدم بعد, الثورة كانت شعب و جيش, و لا ينكر ذلك إلا حماراً مبردعاُ, و انحياز الجيش للشعب على حساب النظام, لا يجحده إلا مكابر جاهل و ناكر للجميل.
بدأ التيار الليبرالى يطلب من الجيش البقاء فى السلطة و تأجيل الإنتخابات على الأقل سنة لأن الجاهز هو التيار الإسلامى, و الشروع فى الإنتخابات الآن يعنى تسليم البلاد لهم, حسبنا الله و نعم الوكيل, كان هذا هو أول الأخطاء, لا أدرى لماذا لم يقرر الإخوان علانية الإمتناع عن خوض الإنتخابات الأولى بعد الثورة, برلمان و رئاسة, معلنين أن هدفهم ليس السلطة, و أن أى شىء يهدد ثورة 25 يناير يصبح وأده أولوية مطلقة, ما المشكلة أن تصبر لدورة أو إثنتين, أو لا تصل إلى السلطة أصلاُ, ما دام البديل المفزع بعيداً, هاتقولى دا حق دستورى , طظ فى أم حقوقك, بدأ الشباب تتفلت منهم الثقة فى المجلس العسكرى, قبل حتى نهاية المهلة التى حددها بستة أشهر, بل و هتف ضده بسذاجه لا تُغتفر, بدأ المجلس العسكرى يتخوف, و ماطل, حينها قال السفهاء من شباب الثورة "مش قولنالكم !", و انشق الصف الثورى...
جاءت الإنتخابات البرلمانية بالتيار الإسلامى, الذى كان أحرص على عدم شق الصف, و اختاره كثير من الناس لذلك .. و لكن حينما جاءت به الإنتخابات لم تنفعه مغازلته للعسكر بأنه الظهير له فى الشارع أمام معارضيه من شباب الثورة .. بل أصبح الإخوان أكبر هواجس العسكر .. الذين قطعاً لم يقبلوا بإسقاط مبارك ليأتوا بالإخوان فى السلطه...
كان من بين كل الغوغاء فى صفوف الإسلاميين واحد فقط يصلح .. حازم أبو إسماعيل .. إعتبره الإخوان غير موجود, ربما لأنهم كانوا لا يزالون ضد ترشح رئيس إسلامى, و أعتقد أن هذا العذر لم يكن هو الوحيد على طول الخط .. تآمر العسكر الذين ابتعدوا كثيراُ عن الركب الثورى على أبو إسماعيل, الذى تجاهله الإخوان و لم يتعاطف معه إلا قليل من الشارع الثورى, و انطفأ حلم الدولة الإسلامية...
العسكرى يدهس الديمقراطية, و يمح إستحقاقاً ديموقراطياً من الوجود, و يحل مجلس الشعب, و الذى كان المكسب الإيجابى الوحيد من الثورة, بالطبع بالإضافة إلى المكاسب السلبية بإسقاط نظام مبارك...
قرر الإخوان ترشيح رئيس جمهورية, هههههه  ...
خيرت الشاطر خد شلوط من العسكرى هو الآخر و خرج, و من بقى لهم ؟ .. مرسى, واكربااااه واااااكرباه...محمدًا
بعيد الثورة مجد الليبراليون و الثوريون دور الإخوان فى الثورة, و حتى المحللون أثنوا على تنظيمهم و تخطيطهم .. كل هذا و الإخوان على البر, أما و قد قرر الإخوان أن يأكلوا منهم التورته, فإن الرهان على ذكاء الشعب المصرى, هو شغلانة واضعى المناهج التعليمة المصرية العظيمة وحدهم, و أصبح قسم لا بأس به من الشعب يُطيق العمى و لا يُطيق الإخوان .. و فى ظل هذه الظروف يُرشح الإخوان رئيساُ لمصر , رئيساُ !, مرسى! , رئيساُ !, مرسى رئيساُ لمصر !, و نسوا أن الله قال "إن خير من استأجرت القوى الأمين" , طبعاُ فضل الإخوان الشاطر و مرسى على رجل مثل البلتاجى الذى كان مقرباُ من التيار الثورى لأنه ... مقرباُ من التيار الثورى, مابسيمعش الكلام كويس...
المهم نجح مرسى, و فشلت الثورة المضاده, و هُزم العسكرى .. يا فرج الله , الله أكبرررررررررررررررر
.. أعلن مرسى رئيساُ للجمهورية ...
سول لى خيالى الغبى, أننى سأرى د.أيمن نور رئيساُ للوزراء مثلاُ .. و د.البرادعى وزيراُ للخارجية مثلاُ .. و حازم ابو اسماعيل نائباُ لرئيس الجمهورية مثلاُ, و حمدى قنديل متحدثاُ بإسم رئاسة الجمهورية مثلاُ .. و ريم ماجد وزيرة للإعلام مثلاً , مثلاُ .. و يبدد الإخوان معتقد البعض بأن الإخوان طلاب سلطه...
ياااااااااااااااالنى من أحمق, ياااااااااااااااال سذاجتى .. لم يفعلوا, و لست أدرى هل هو الغباء أم الضعف المفرط فى الشخصية و عدم الجدية هو من فرق الرموز عنهم .. عموماً, لم يكن مرسى أبداُ رجل دولة.
مرسى يُعيد مجلس الشعب المنتخب .. يا ولد, يلا بقى يا بطل .. المحكمة الدستورية تلغى قرار رئيس الجمهورية بعودة مجلس الشعب, ههأو .. دا بكره يحل المحكمة الدستورية .. دا معاه الشعب و الشرعية .. مرسى , "أحترم القانون" !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
سقط مرسى من عين الشعب, و المسؤولين , و قطعاُ قطعاُ .. من المتآمرين ...
أصبح مرسى أول رئيس هفأ , أكرر , رئيس هفأ لمصر , يُشتم و يُمسح بكرامته الأرض فى الإعلام و العربجية و الصيع يذهبون إليه عند القصر الجمهورى, زى أى خناقة بين اتنين سوابق "انزلى يلا لو دكر" .. و هو يصبر .. و يدفع المواطن الثمن من انعدام المسؤولية و سقوط الدولة فى بلد رئيسها هفأ...
30 /6 .. الطبخة استوت .. يلا انزلو .. و برطع كل مخنوق من الإخوان .. و زاطت , و أول ما كانت هاتتلم .. العسكرى ادخل فى الوقت المناسب...
و سول لى خيالى المريض أن الإخوان سيقفوا أمام شعبهم بمسؤولية, و يُقروا بأنهم فشلوا حيث لم يكن لهم هدف سوى خدمة شعبهم, و لكنهم يتفهمون غضب الناس, و يقررون الإنسحاب من أمام مواجهة شعبهم .. حتى و إن كان هذا الشعب مغرر به .. أكرر, حتى و إن كان هذا الشعب مغرر به .. و لكن الإخوان الملهمون قرروا أنهم سينزل عليهم النصر من السماء, وكان لهم خيار آخر عن سنة الخليفة الراشد الحسن بن على, التى أمر رسول الله أن نعض عليها بالنواجز .. و قرروا أن يلعبوا لعبة عض الأصابع مع السيسى, و المساكين من الذين لم يجدوا أملاً فى الحلم الإسلامى إلا الإخوان اتبعوهم, بعدما رأوا فجور الآخرين و تطرفهم فى النفور من الدين و المتدينين .. فى ما بدا و كأنه حرب على الإسلام, لا الإخوان, و الذى تراخى النظام الجديد فى تبديده و إثبات عدم صحته, فزاد به العناد...
و قبل السيسى الدخول فى اللعبة .. و سن أسنانه .. و عض .. و ها نحن ندفع الثمن.
لك الله يا مصر, و يا حسرة على ثورة, على فرحة, حسبنا أنها باقية, مظفرة و منتصرة, لكنها عبرة, و يالها من عبرة, أليمة مُرة  ...

ماذا لو أن الشباب الثورى ثمن الدور التاريخى الذى قام به المجلس العسكرى فى ثورة يناير و أحسنو الظن بهم بناء على هذا الدور و كفل الشعب لهم الحصانة اللائقة بهذا الدور .. ماذا لو تعقل الإسلاميون و ثبتوا على تعقلهم و فهموا أن دورهم لم يأت بعد .. ثم بناء على ذلك تراجع العسكر من المشهد السياسى.

يؤلمنى أن أقول أنه كان بالإمكان أفضل بكثير جداً مما كان, و لم يبقى إلا أن نقول جملة واحدة ...         "ليس للفشل عذر, و ليس فى النجاح عيب".

إرسال تعليق

حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد

إحصائيات