فوضى وتعذيب بعد أن خمدت نشوة الانتصار على الزعيم الراحل معمر القذافي -->

عن القالب

الربح من النت

حصريات

إعلان أدسنس

آخر المواضيع

breaking/اهم الاخبار/9
اهم الاخبار

الاثنين، 30 يناير 2012

2:25 م

تكبير النص تصغير النص أعادة للحجم الطبيعي
طرابلس (رويترز) - تنتشر جرائم العنف والاشتباكات بين متشددين مسلحين في ليبيا بعد أن تراجعت الاحتفالات باسقاط الزعيم الراحل معمر القذافي العام الماضي ليحل محلها الواقع بكل قسوته اذ يحتاج الليبيون الان الى التركيز على بناء دولتهم الجديدة.
وعلى الرغم من أن اطلاق النيران يتكرر بمعدلات أقل من معدلات اطلاقها احتفالا في الاسابيع التي تلت مقتل القذافي في اكتوبر تشرين الاول فان أصوات الاعيرة مازالت تسمع في ليل طرابلس حيث يقول عاملون في قطاع الامن ان السرقات والاشتباكات وجرائم القتل في تصاعد.
وفي الاسبوع الماضي أفادت تقارير بوقوع هجومين بقنابل في وسط طرابلس ويتكرر تبادل اطلاق النيران بشكل شبه يومي.
وقال دبلوماسي غربي في العاصمة الليبية لرويترز "بدأت البلاد تفيق من نشوة الانتصار.
"لا تتكرر الاشتباكات بين الميليشيات المتناحرة وحسب بل ونرى كما اكبر من التقارير عن جرائم في العاصمة وأعتقد أن هذا بسبب احباط الناس لان وتيرة التقدم في البلاد أبطأ مما كانوا يأملون."
وحظي المجلس الوطني الانتقالي الذي يدير ليبيا والمعترف به دوليا بالاشادة لانه نجح في تشغيل الكثير من الوزارات ووضع مسودة قانون للانتخابات يمنع قيادات المجلس من خوض الانتخابات التي تجري في يونيو حزيران.
لكن الكثير من الليبيين كانوا يعتقدون أن ايقاع التقدم سيكون أسرع ويرون أن وزارتي الدفاع والداخلية فشلتا في دمج الميليشيات المتباينة المسلحة بكل أنواع السلاح بدءا بالمسدسات وانتهاء بالدبابات في قوات الجيش والشرطة.
وقاتلت هذه الجماعات بشراسة في الحملة التي سعت للاطاحة بالقذافي لكنها ترفض الان تسليم أسلحتها قائلة انها لا تثق في حكام البلاد الجدد.
وفقدت الحكومة السيطرة على معقل سابق للقذافي يوم الثلاثاء بعد أن قاد سكان انتفاضة مسلحة وهو ما يمثل أخطر تحد حتى الان لسلطة المجلس الوطني.
وستزيد الانتفاضة في بني وليد من شكوك الغرب في قدرة حكومة المجلس على فرض القانون والنظام وهما ضروريان لاستعادة صادرات النفط ونزع سلاح الميليشيات القبلية وحماية الحدود الليبية في منطقة ينشط فيها تنظيم القاعدة.
وقال شيوخ في بني وليد على بعد 200 كيلومتر جنوب شرقي العاصمة انهم يعينون حكومة محلية خاصة بهم ورفضوا اي تدخل من السلطات في طرابلس.
وعلى الرغم من أن احتمالات امتداد ما حدث في بني وليد الى مدن وبلدات أخرى تعتبر محدودة فان ما حدث يضاف الى المشاكل التي تواجهها الحكومة الجديدة الهشة.
ولعل من أوضح الامثلة على هذا الشعور بالفوضى ونفوذ القذافي العالق حتى وهو ميت تلك الاشتباكات التي اندلعت في الاونة الاخيرة بين بلدتي الاصابعة وغريان المتجاورتين على بعد 80 كيلومترا تقريبا جنوبي طرابلس.
وعلى الرغم من تضارب الروايات يقول سكان من البلدتين اللتين تقعان على حافة الجبل الغربي ان اشتباكا بالاسلحة البيضاء وقع في سوق أسبوعية على طريق يربط بينهما.
وعلى الفور حشدت كل من البلدتين ميليشياتها وأغلقت الطريق الرئيسي الذي يربط بينهما بأكوام من التراب لتكون سواتر لمقاتلين يختبئون وراءها وبدأت معركة امتدت لثلاثة أيام أطلقت خلالها قذائف المورتر وصواريخ جراد.
لاحت كنيسة قرب الجبهة على قمة تل قريب. وخلال الاحتلال الايطالي في اوائل القرن العشرين كان مقاتلون من غريان والاصابعة يقاتلون معا لتحرير ليبيا من الاستعمار.
وخلال القتال الاخير أقسم المجلس العسكري لغريان بأنه يقاتل بقايا القوات الموالية للقذافي التي مازالت مختبئة في الاصابعة.
وقال المتحدث باسم مجلس مدينة غريان اسماعيل العايب لرويترز ان سكان الاصابعة اخوتهم ولكن نتيجة وجود مقاتلي القذافي أصبحت هناك مشكلة.
وأضاف أن هناك اكثر من الف جندي موال للقذافي في الاصابعة وهي بلدة لا يزيد عدد سكانها عن 50 الف نسمة وأطلع رويترز على وثائق تورد عشرات الالاف من قطع الاسلحة التي يزعم المجلس العسكري لغريان أنها موجودة في الاصابعة.
في الاصابعة حكاية أخرى تحكى وتقول ان سكانا لا علاقة لهم بالقتال خطفهم مقاتلون من غريان وعذبوهم وان أحدهم توفي من جراء التعذيب.
وقال ابراهيم محمد (23 عاما) الذي كانت الكدمات تغطيه من رأسه الى قدميه وذكر أنه أصيب بها بسبب الضرب بالسلاسل المعدنية في غريان "لسنا من أنصار القذافي. غريان تريد اضفاء شرعية على قتالها لنا وحسب."
وأضاف قائلا لرويترز من سريره بالمستشفى المركزي في الاصابعة بعد الافراج عنه في اطار هدنة توسط فيها المجلس الوطني الانتقالي "كنت على الطريق متجها الى العاصمة وأوقفني مقاتلو غريان. سألوني من أين أتيت وحين قلت الاصابعة أجبروني على النزول من السيارة تحت تهديد السلاح واصطحبوني الى قاعدة عسكرية."
وتابع قائلا بصوت أجش "أدركت أنهم من المجلس العسكري لغريان" وذكر أن كاحليه سحقا في مقابض من تلك التي تستخدمها ورش المعادن وأن أصابع يديه وقدميه كانت تضرب بقضبان معدنية. وتسربت الدماء من تحت أظافر يديه اثناء المقابلة.
وأضاف "خلال استجوابي رأيت قائدنا العسكري الرئيسي (في الاصابعة) ملقى على الارض في غريان وسط بركة من الدماء... كان يتنفس بصعوبة وربطوا قضيبا معدنيا في كل من ذراعيه وساقيه وكانوا يصدمونه بالكهرباء."
ونقلت جثة القائد العسكري عز الدين الغول الى مستشفى في طرابلس بلا اسم حيث أخذها فيما بعد أعضاء من مجلس مدينة الاصابعة ومن بينهم بشير النوير الذي يقول ان مقاتلي غريان نقلوا الجثة الى طرابلس تفاديا لتصعيد الصراع اذا اعادوا جثة القائد التي تحمل اثار التعذيب الى الاصابعة.
وقضى عز الدين شهرين في أحد سجون القذافي خلال الصراع ويعتبر من أبطال الانتفاضة.
وحتى الان نجح المجلس الوطني الانتقالي في الوساطة وانهاء هذه النوعية من موجات العنف التي تتكرر على مستوى البلاد وتقوض استقرار ليبيا الهش.
وتم التوصل الى وقف اطلاق النار بين غريان والاصابعة بسرعة وزار رئيس الوزراء عبد الرحيم الكيب ورئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل البلدتين.
وقال الدبلوماسي الغربي المشارك في حركة لانشاء لجنة للحقيقة والمصالحة لتوثيق جرائم الحرب التي ارتكبت خلال الصراع "ليبيا تنتقل من الحرب الى السلام وتحاول التعامل مع ما حدث.
"اي دولة ستكون لديها مشكلات بعد خوض ما مرت به ليبيا خاصة مع ادراك الناس أن البلاد ستحتاج وقتا لتطبيق القوانين والالتزام بها."

إرسال تعليق

حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد

إحصائيات