مدونة الاحرار : وكالات - نقلت طائرة حربية صباح يوم السبت، الرئيس المصري السابق حسنى مبارك، إلى المركز الطبي العالمي، المتواجد على طريق مصر الإسماعيلية الصحراوي، الذي يعد من أفضل المواقع من حيث الاحتياطات الأمنية، وسبل الرعاية الطبية.

وأفادت تقارير إعلامية أنه "تم نقل مبارك إلى المركز الطبي العالمي في طائرة حربية، تحت حراسة أمنية مشددة".

وكان النائب العام المصري عبد المجيد محمود، أصدر يوم الجمعة، قراراً يقضي بنقل مبارك إلى أحد المستشفيات العسكرية، وتعيين الحراسة اللازمة عليه، واتخاذ الإجراءات المقررة بشأن كونه محبوسا احتياطيا وفقا لأحكام قانون السجون، مع ضرورة إخطار النائب العام فور تحسن حالته الصحية، وإمكانية نقله إلى سجن طره المقرر أن يتم حبسه فيه احتياطيا.

ويأتي ذلك بعد أن أرسل محمود خطابا، إلى وزير الداخلية منصور العيسوي، لاتخاذ الإجراءات اللازمة لنقل مبارك، المحبوس احتياطيا علي ذمة التحقيقات إلى مستشفى سجن طره، فرد عليه وزير الداخلية بخطاب يفيد بأن تجهيزات مستشفيات السجون ليست بالكفاءة الطبية المناسبة، لمواجهة أي تطورات للحالات التي تستدعى إدخالها إلى العناية المركزة، الأمر الذي تطلب إيداعه بأحد المستشفيات العسكرية تحت الحراسة اللازمة.

ويعد المركز الطبي العالمي، الواقع على طريق مصر الإسماعيلية الصحراوي، من أفضل المواقع من حيث الاحتياطات الأمنية، كما توجد به جميع سبل الرعاية الطبية.

وكان تم نقل مبارك، يوم الثلاثاء، إلى مشفى شرم الشيخ الدولي بعد تعرضه لأزمة صحية ترافقت مع اضطرابات في ضربات القلب أثناء استجوابه في تحقيقات النيابة العامة، فيما تضمنته بلاغات مقدمة ضده، تناولت علاقته بجرائم الاعتداء على المتظاهرين، وسقوط قتلى وجرحى خلال المظاهرات السلمية، بدءاً من يوم 25 كانون الثاني الماضي، ووقائع أخرى تتعلق بالاستيلاء على المال العام واستغلال النفوذ والحصول على عمولات ومنافع من صفقات مختلفة.

ووصل مبارك، يوم الثلاثاء، إلى مدينة الطور جنوب شرق العاصمة المصرية للمثول أمام الجهات المختصة للتحقيق معه حول قضايا تتعلق بثروته وممتلكات عائلته، حيث تم وضع مبارك في إحدى الوحدات العسكرية القريبة من مديرية الأمن بمحافظة جنوب سيناء وديوان عام المحافظة انتظارا لتأمين المكان.

بدوره، قال ضابط شرطة كبير في مستشفى شرم الشيخ الدولي، حيث كان يعالج مبارك، إن "صحة الرئيس السابق غير مستقرة، بدرجة تجعل نقله إلى أي مكان آخر أمرا غير جيد".

وصرحت مصادر في الجيش، مؤخراً، بأنه لن يتم تنفيذ قرار النائب العام بحبس مبارك إلا بعد تحسن حالته الصحية، مشيرةً إلى أن حالته الصحية حالياً خطرة.

وكانت النيابة العامة المصرية قررت حبس كل من مبارك ونجليه علاء وجمال، في وقت سابق من صباح اليوم الأربعاء، لمدة 15 يوماً على ذمة التحقيق، في اتهامات تتعلق بإطلاق النار على المتظاهرين خلال ثورة 25 كانون ثاني الماضي، حيث تم ترحيل نجلي الرئيس المخلوع حسني مبارك، علاء وجمال، إلى سجن مزرعة "طره".

وتنحى مبارك تنحى عن الحكم في 11 شباط الماضي، جراء ضغط الاحتجاجات الشعبية العارمة، التي تواصلت في مصر على مدى 18 يوماً، وتم توكيل المجلس الأعلى للقوات المسلحة لإدارة شؤون البلاد، كما قامت عدة دول عربية وأجنبية بتجميد أرصدته في الخارج منها أميركا وسويسرا وفرنسا.

يذكر أن المظاهرات التي شهدتها مصر أدت إلى مقتل أكثر من 350 شخص وجرح الآلاف، وفقا لوزارة الصحة المصرية وذلك في اشتباكات مع قوى الأمن، التي حاولت قمعها بالقوة، قبل أن يتدخل الجيش لبسط الأمن والسيطرة على البلاد، لتتخذ التظاهرات بعد ذلك طابعا سلميا إلى حد كبير.